المكرمة د. عائشة الدرمكية لـ«الوصال»: منصات التواصل لم تعد ترفيهًا بل رافدًا للاقتصاد وصناعة الوعي
ساعة الظهيرة
الوصال ــ قدّمت المكرمة الدكتورة عائشة الدرمكية، عضوة في مجلس الدولة، قراءة معمّقة في تحولات استخدام منصات التواصل الاجتماعي واتجاهاتها المستقبلية، في ظل ما يشهده العالم من توسّع متسارع في الاعتماد على الفضاء الرقمي، وما يرافقه من تأثيرات اقتصادية ومعرفية وإعلامية متزايدة.
تحوّلات تتجاوز الترفيه
وأوضحت الدرمكية، في حديثها لبرنامج «ساعة الظهيرة»، أن التقارير الدولية الحديثة ترصد تحولات واضحة في طبيعة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لم تعد تقتصر على الجانب الترفيهي أو الاجتماعي، بل أصبحت أدوات فاعلة تؤثر في الاقتصاد وصناعة الرأي العام، وتسهم في خلق فرص جديدة على مستوى العمل والإنتاج والمعرفة.
منصات تصنع الفرص الاقتصادية
وبيّنت أن المتغيرات التقنية المتسارعة أسهمت في إعادة تشكيل أدوار هذه المنصات، وجعلتها أكثر ارتباطًا بالأنشطة الاقتصادية والتجارية، مشيرة إلى أن المجتمعات باتت أكثر وعيًا بأهمية توظيفها كوسائل للتسويق، وبناء العلامات التجارية، وتعزيز الحضور الرقمي للمؤسسات والأفراد، بدل الاكتفاء بالاستخدام التقليدي القائم على الترفيه أو التفاعل الاجتماعي فقط.
التقارير الدولية ترصد الاتجاهات
وتطرقت إلى أن التقارير العالمية المعنية برصد اتجاهات المنصات الرقمية توضح أن العالم يتجه نحو تعظيم الاستفادة من هذه الوسائل بوصفها أدوات إنتاجية قادرة على خلق فرص عمل جديدة، ودعم الاقتصاد الرقمي، وتعزيز المحتوى المحلي، مؤكدة أن هذا التحول يتطلب وعيًا مجتمعيًا ومهارات رقمية متقدمة تواكب طبيعة المرحلة.
الإعلام وصناعة الرأي العام
وأشارت الدرمكية إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تلعب دورًا مؤثرًا في المجال الإعلامي، من خلال قدرتها على نقل المعلومات والتأثير في تشكيل الرأي العام، مبينة أن الاستخدام الواعي والمسؤول لهذه المنصات يمكن أن يسهم في نشر المعرفة، وتعزيز القيم الإيجابية، ودعم قضايا التنمية الوطنية، في مقابل مخاطر الاستخدام غير المنضبط الذي قد يؤدي إلى تداول معلومات مضللة أو محتوى غير موثوق.
الذكاء الاصطناعي وتحدي المصداقية
وتناولت في حديثها دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل المحتوى الرقمي، موضحة أن هذه التقنيات أصبحت جزءًا أساسيًا من المنصات الحديثة، سواء في إنتاج النصوص أو الصور أو الفيديوهات، الأمر الذي يفرض تحديات جديدة تتعلق بمصداقية المحتوى وأصالته، ويستدعي تعزيز ثقافة التحقق من المصادر والرجوع إلى المراجع الموثوقة.
فرص جديدة للإبداع والعمل
وبيّنت أن الذكاء الاصطناعي، رغم ما يثيره من مخاوف، يمثل في الوقت ذاته فرصة واسعة للإبداع والابتكار، إذ يفتح آفاقًا جديدة أمام الشباب ورواد الأعمال والعاملين في مجالات الإعلام والتسويق وصناعة المحتوى، ويوفر أدوات تساعد على تطوير الأداء وابتكار نماذج عمل جديدة، إلى جانب إسهامه في خلق وظائف حديثة مرتبطة بالاقتصاد الرقمي.
سوق عمل يتغير بسرعة
وأضافت أن عدداً من التقارير الدولية تشير إلى تنامي الفرص الوظيفية المرتبطة بصناعة المحتوى الرقمي، والتسويق الإلكتروني، وإدارة المنصات، وصناعة البودكاست والفيديو، مؤكدة أن هذه المجالات باتت تشكل مصدر دخل حقيقيًا لفئات واسعة حول العالم، بما يعكس التحول العميق في طبيعة سوق العمل.
نحو وعي رقمي مسؤول
وأكدت الدرمكية أهمية توجيه استخدام وسائل التواصل الاجتماعي نحو ما يخدم المجتمع ويعزز التنمية، مؤكدةً على ضرورة الاستثمار في بناء الوعي الرقمي، وتطوير مهارات التعامل مع المنصات الحديثة، بما يضمن الاستفادة منها كقوة معرفية واقتصادية وإعلامية فاعلة.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن المرحلة الراهنة تتطلب قراءة واعية للتحولات الرقمية، والتعامل مع وسائل التواصل بوصفها أدوات مؤثرة في تشكيل الوعي وصناعة المستقبل، داعية إلى توظيفها بشكل إيجابي يواكب تطلعات المجتمع ويخدم مسارات التنمية الشاملة.
لمتابعة حلقة «ساعة الظهيرة» عبر الرابط التالي:
تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.
للانضمام:


