دراسةٌ حقليّةٌ تثبت حالة نادرة لشرب الوعل العربي من مياه البحر في سلطنة عُمان
الوصال - أثبتت دراسة حقلية قام بها فريق بحثي من مكتب حفظ البيئة بهيئة البيئة لتتبع انتشار الوعل العربي (الطهر) في منطقة رأس أبو داود بمحافظة مسقط قدرة حيوان الطهر العربي بصفته حالة نادرة على الشرب من مياه البحر بعدما رصدته الكاميروات الفخية في 3 مناسبات مختلفة.
وقال جناب السّيد تيمور بن عبدالله آل سعيد اختصاصي نظم بيئية بهيئة البيئة إنّ استهلاك مياه البحر أمر نادر الحدوث بين الثدييات البرية، حيث قمنا بجمع وتحليل بيانات الكاميروات الفخية من موقع الدراسة بشاطئ يتميز بكونه منطقة معزولة في رأس أبو داود بمحافظة مسقط، إذ إنّ توافر المياه العذبة في الموقع محدود ويبلغ متوسط هطول الأمطار فيها سنويًّا 117.2 ملم، ويسقط معظمها خلال فصل الشتاء، كما تشهد المنطقة مناخًا حارًا في فصل الصيف.
وأضاف أنّ الوعل العربي "الطهر" (Arabitragus jayakari) يُعدُّ إحدى ثروات الحياة البرية في سلطنة عُمان وهو ماعز جبلي صغير ينتمي لعائلة البقريات، ويستوطن سلسلة جبال الحجر في شبه الجزيرة العربية (من رأس محافظة مسندم إلى رأس الحد بمحافظة جنوب الشرقية)، حيث تُعدّ الموطن الأصلي والوحيد للوعل العربي في العالم.
وأشار إلى أنّ هذا النوع من الحيوانات يعيش في الموائل شديدة الانحدار والوعرة، وغالبًا ما يكون موجودًا على ارتفاعات تتراوح بين 400 و1200 متر بحسب الدراسات السابقة التي نفذها مكتب حفظ البيئة لافتًا إلى أنّ منطقة الدراسة لا تحتوي فقط على الوعل العربي بل تعيش فيها ثدييات أخرى مثل: الغزال العربي، والذئب العربي، والوشق، والقط البري، والثعلب الأحمر، والثعلب الجبلي.
وبين أنّ الدراسة أثبتت لنا قدرة شرب حيوان الوعل العربي من مياه البحر، وذلك نسبة لقلة العثور على المياه العذبة في منطقة رأس أبو داود، بالإضافة إلى تأكيد فرضية أن هذا النوع يستخدم مياه البحر كمكمل غذائي بسبب نقص في الصوديوم والمعادن، مشيرًا إلى أنّه تمّ رصد حيوان الوعل من خلال كامرتين، الأولى رصدت ذكر الوعل، والثانية رصدت أنثى وصغير الوعل حيث إنّ الوعل العربي يشرب من مياه البحر لمدة 2-3 ثوان فقط من البرك الكبيرة على الشاطئ الصخري بين المد والجزر وليس من مياه البحر مباشرةً.
وأكّد على أنّه من المهم الحفاظ على التنوع السلوكي الذي يعبر عن الوعل العربي، على غرار التنوع الجيني الذي يوفر التنوع السلوكي للأنواع المهدّدة بالانقراض من أجل التكيف والبقاء على قيد الحياة في البيئات القاحلة، وقد يساعد هذا السلوك وغيرها من السلوكات التي يتبعها الوعل العربي على التعامل مع التغيُّرات البيئية المستقبلية المتوقعة للمنطقة.
يُذكر أنّ هذه الدراسة البيئية نشرت في مجلة البيئات القاحلة المحكمة عبر موقع : sciencedirect لنشر الدراسات والأبحاث العلمية العالمية في المجالات المختلفة ومنها المختصّة في البيئة.