الوصال - تحدثت الدكتورة حصة بنت عبد الله البادية، الأكاديمية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية والكاتبة والشاعرة، في برنامج «ساعة الظهيرة» عبر إذاعة الوصال، عن التحولات السياسية والاجتماعية التي يعكسها فوز الأمريكي المسلم من أصول هندية زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك، موضحة أن هذا الحدث يشكّل «منعطفًا غير مسبوقًا في التاريخ السياسي الأمريكي» ويعبّر عن «وعي متزايد لدى المجتمع نحو التنوع الثقافي والديني والانفتاح الفكري».

جيل يصنع التغيير

وأشارت الدكتورة البادية إلى أن الشباب الأمريكي من جيل Z لعب دورًا محوريًا في «تغيير المشهد الانتخابي»، إذ نقلوا نشاطهم من «الفضاء الرقمي إلى الواقع الميداني» عبر تنظيم دقيق وحملات مؤثرة، مكّنت مامداني من تحقيق «فوز نوعي على حساب التيارات التقليدية» المدعومة من اللوبيات السياسية والاقتصادية.

انعكاسات على فلسطين

وبيّنت الدكتورة أن فوز ممداني يحمل «دلالات عميقة في الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية»، لافتة إلى أن موقفه من هذه القضية لا يرتكز فقط على أصوله الشرقية والإسلامية، بل على «وعي فكري متقدّم» تشكّل خلال دراسته في جامعة كولومبيا واطلاعه على «الفكر ما بعد الاستعمار»، مما ساعده على «إقناع شرائح من الجالية اليهودية في نيويورك» بدعم رؤيته الإنسانية للصراع.

رمزية نيويورك الكبرى

ونوّهت إلى أن منصب عمدة نيويورك يحمل أهمية استثنائية كون الولاية من «أكثر الولايات الأمريكية كثافة سكانية وتنوعًا ثقافيًا»، مضيفة أن فوز مامداني في «معقل الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب» يعد «صفعة للنفوذ الاقتصادي المحافظ» وانتصارًا لقيم «العدالة الاجتماعية والتوزيع المتوازن للثروة».

تحول في السردية

وناقشت الدكتورة حصة «تبدّل النظرة الغربية تجاه القضية الفلسطينية»، مشيرة إلى أن جيلًا جديدًا من المفكرين الغربيين يسعى إلى «الفصل بين اليهودية كدين والصهيونية كأيديولوجيا سياسية»، ما أتاح مساحة أوسع للتعامل مع القضية الفلسطينية من «منظور إنساني بحت» بعيدًا عن الروايات الدينية أو القومية المغلقة.

أمل الأقليات الصاعدة

وأوضحت أن فوز مامداني يمثل «إشارة أمل قوية للأقليات المسلمة والآسيوية في الولايات المتحدة»، مؤكدة أن تجربته تبرهن أن «الكفاءة والقدرة على العطاء» أصبحتا المعيار الحقيقي للتمكين، لا الأصل العرقي أو الديني، وهو ما يشجع المهاجرين على «الانخراط في الحياة العامة بثقة أكبر».

تحديات ما بعد الفوز

وأضافت أن ممداني سيواجه «ملفات معقدة تتعلق بالضرائب والخدمات الاجتماعية وسيطرة الشركات الكبرى»، لكنها عبّرت عن «تفاؤلها بقدرته على تحقيق توازن سياسي» بفضل «نهجه الدبلوماسي المعتدل» وتفاعله مع فئات الشباب التي منحته أصواتها.

أمريكا الجديدة

واختتمت الدكتورة حصة حديثها بالتأكيد على أن «فوز ممداني ليس مجرد انتصار انتخابي، بل انتصار للوعي الإنساني المتعدد الثقافات»، معتبرة أنه «يمهّد لمرحلة جديدة من الانفتاح والتنوع» تعيد للولايات المتحدة صورتها كدولة «تحترم التعدد والاختلاف وتؤمن بالكفاءة قبل الانتماء».

لمتابعة حلقة «ساعة الظهيرة» عبر الرابط التالي:

تابع قناة الوصال عبر الواتساب واطّلع على آخر الأخبار والمستجدات أولاً بأول.

للانضمام:

https://whatsapp.com/channel/0029VaCrTgWAu3aWNVw28y3F

--:--
--:--
استمع للراديو