ماذا يعني الاعتراف بدولة فلسطين وهل يستطيع الآن سفير فلسطين تقديم أوراقه للملك تشارلز؟
في منتدى الوصال تحدث الدكتور علي العيسائي، السفير العُماني الأسبق في مصر وعضو مجلس الدولة السابق، عن الدلالات التاريخية والسياسية لاعتراف بريطاني

في منتدى الوصال تحدث الدكتور علي العيسائي، السفير العُماني الأسبق في مصر وعضو مجلس الدولة السابق، عن الدلالات التاريخية والسياسية لاعتراف بريطانيا وعدد من الدول الغربية بدولة فلسطين، ورفع العلم الفلسطيني لأول مرة في لندن.
لحظة تاريخية
أوضح العيسائي أن رفع العلم الفلسطيني في العاصمة البريطانية يحمل أبعادًا سياسية وقانونية ورمزية بالغة الأهمية، إذ يمثل اعترافًا صريحًا بوجود الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولة، ويقوض السردية الصهيونية التي انطلقت من مقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
أركان الدولة
وتطرق العيسائي إلى مفهوم الدولة في القانون الدولي، مبينًا أن لها ثلاثة أركان أساسية تتمثل في الشعب والأرض والنظام السياسي. وبيّن أن الاعتراف الأخير يثبت وجود الشعب الفلسطيني كعنصر رئيسي من عناصر الدولة، فيما لا تزال مسألة الأرض والحدود محل خلاف، حيث يتمسك الفلسطينيون والعرب بدولة على حدود 1967، بينما ترفض إسرائيل الاعتراف بوجود فلسطين من الأساس. أما النظام والسيادة، فما زالا يشكلان التحدي الأكبر، إذ لم تتحقق للفلسطينيين بعد سلطة كاملة تمكّنهم من إدارة أرضهم وشعبهم بسيادة معترف بها دوليًا.
البعد البروتوكولي
وبيّن العيسائي أن الاعتراف البريطاني يفتح المجال أمام تحويل البعثة الفلسطينية في لندن إلى سفارة كاملة الصلاحيات، ما يسمح بتعيين سفير فلسطيني رسمي يقدم أوراق اعتماده إلى الملك البريطاني. كما توقع أن يقود ذلك إلى تغيير مماثل على الجانب البريطاني بتحويل قنصليتها في القدس إلى سفارة لدى دولة فلسطين.
التحديات العملية
ورأى العيسائي أن التحدي الحقيقي يكمن في التطبيق العملي، في ظل استمرار الاستيطان الإسرائيلي ومحاولات ضم الضفة الغربية، إضافة إلى الشروط التي تطرحها بعض الدول الأوروبية كمسألة نزع سلاح الدولة الفلسطينية وإقصاء حماس من أي مشاركة سياسية.
الموقف العربي والدولي
وشدد على ضرورة تكثيف الجهد الدبلوماسي العربي لتثبيت حدود 1967 وضمان الاعتراف الدولي بها، لافتًا إلى أن هذه الاعترافات الأوروبية قد تمثل بداية تحول في الموقف الأمريكي مستقبلًا نتيجة الضغوط الشعبية والتناقض بين القيم التي ترفعها واشنطن والواقع على الأرض.
انعكاسات على إسرائيل
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتبر هذه الاعترافات "تهديدًا وجوديًا لإسرائيل"، ما قد يدفع حكومته إلى خطوات متشددة كتكثيف الاستيطان وزيادة وتيرة القمع في الضفة الغربية وغزة. لكنه في المقابل توقع أن تؤدي هذه السياسات إلى عزلة إسرائيلية أكبر وضغوط دولية متنامية.
واختتم العيسائي بأن الاعترافات الدولية بدولة فلسطين تمثل خطوة مهمة في مسار طويل ممتد لعقود، لكنها ليست نهاية الطريق. فالمطلوب هو مواصلة العمل القانوني والسياسي والدبلوماسي لترسيخ الدولة الفلسطينية على الأرض بحدود واضحة وسيادة كاملة.
لمتابعة الحلقة عبر الرابط التالي: